التمھید :
القرآن هو دستور الحياة وقانونها الدائم لكل زمان ومكان. وقد اهتم إهتماما بالغا بضرورة المحافظة على البيئة المتمثلة في الأرض وما حولها وما عليها . فقد أكد القرآن على ضرورة المحافظة على المعادلات البيئية الموضوعة من قبل الخالق عز وجل وأن الخلل في التوازن البيئي يسبب ضررا بالإنسان والنبات والحيوان، يقول الله تعالى: "أن كل شيء خلقناه بقدر" القمر 49 ويقول أيضا:"وكل شيء عنده بمقدار" الرعد8. وقد لعن الرسول (ص) كل من يغير تخوم الأرض (معالمها وحدودها) ويسبب خللا في التوازن البيئي بقوله (ص): "لعن الله من غير تخوم الأرض" وقرن الله عز وجل في كتابه العزيز إفساد البيئة مع سفك الدماء بقوله:" أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء". تنبيها منه أن الذي يلوث البيئة يسهل عليه أن يسفك الدماء حيث أن تلوث البيئة مهلك كالقتل بل أكثر منه خطرا لأن القتل إزهاق أرواح محدودة بينما التلوث يعرض الآلاف للقتل. وعلى الرغم من أن التلوث في عهد الرسول كان محدودا وأن الطبيعة كانت تنقي وتجدد نفسها بنفسها. فلم يكن هناك نموا سكانيا كالوقت الحاضر ولا مصانع ولا محطات كهربائية ووسائل نقل متطورة وأسلحة الدمار الشامل مثل عصرنا الحالي. فقد وصل اهتمام المسلمين القدامى بالبيئة إلى حد كان يمنع أن ينصب المرء تنورا في داره يؤذي جاره بالدخان ، كما دعا الإسلام بعدم استخدام السم حتى في بلاد العدو.
التحليل :
الاهتمام بالبيئة النباتية:
نهى الإسلام عن إتلاف الزرع والحرث بالقطع أو الحرق بغير منفعة فقال الحق عز وجل: "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" البقرة 205. وشرع الآلام تشريعا يسمح بحيازة الأرض عند استثمارها قال (ص): "من غرس شجرة أو حفر واديا بدءا لم يسبق إليه أحد، وأحيى أرضا ميتة، فهي له قضاء من الله ورسوله". كما نهى الرسول (ص) عن قطع الأشجار إلا في الحالات الضرورية القصوى فقال:"ولا تقطعوا شجرا إلا إذا اضطررتم". وأكد الرسول على الزراعة فقال (ص): "من غرس شجرا فنال منه إنسان أو حيوان فله به صدقة".
الاهتمام بالبيئة الحيوانية:
منع الإسلام قتل حيوان ونظّم الصيد تنظيما دقيقا للحفاظ على الثروة الحيوانية من الانقراض. فقد منع الرسول (ص) صيد صغار الطيور، فقال: "لا تأتوا الفراخ في أعشاشها ولا تأتوا الفرخ في عشه حتى يريش ويطير".
الاهتمام بالبيئة المائية :
اهتم الإسلام بالمحافظة على البيئة المائية باتجاهين: الأول حمايتها من التلوث والثاني: النهي عن استنزاف مصادر المياه والاعتدال في الاستهلاك فقال الله: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين". ونهى الرسول الكريم (ص)عن التبول والبراز في مياه الأنهار أو بالقرب منها منعا لتلوثها كما نهى عن الإسراف في الماء حتى في الوضوء و الماء الجاري.
الاهتمام بالمحافظة على البيئة من الضوضاء:
دعا الإسلام إلى بناء المصانع خارج المدن لكي لا تزعج الآخرين و منع القيام بأعمال الحدادة في البيوت واعتبر الإزعاج مكروها لما له من آثار سلبية على الصحة
الاهتمام بالمحافظة على الطرقات:
قال الرسول (ص): "إماطة الأذى عن الطريق صدقة".
